الثلاثاء، 7 يوليو 2015

العدمية

العدمية موقف فلسفي يقول إن العالم كله بما في ذلك وجود الإنسان، عديم القيمة وخال من اي مضمون أو معنى حقيقي و حسب هذا المذهب ينحصر الأديب العدمي في تذكير الإنسان بحدوده حتى يستغل حياته استغلالاً عدمياً، وبذلك ينضج فكر الإنسان نضجاً يرفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم إلى مرتبة الأديب المدرك له، والذي يلغي الفواصل المصطنعة بين العلم والفن، فالأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال الموت والبشاعة والعنف والقبح إلى معنى الحياة العدمية،  فالعدم هو الوجه الآخر للوجود.

الأفكار والمعتقدات
إن الإنسان خلق وله إمكانات محدودة وعليه لكي يثبت وجوده، أن يتصرف في حدود هذه الإمكانات، بحيث لا يتحول إلى يائس متقاعس أو حالم مجنون.إن البشر يتصارعون، وهم يدركون جيداً أن العدم في انتظارهم وهذا الصراع فوق طاقتهم البشرية، لذلك يتحول صراعهم إلى عبث لا معنى له.العمل الأدبي يثبت أن لكل شيء نهاية، ومعناه يتركز في نهايته التي تمنح الدلالة للوجود ،ولا يوجد عمل أدبي عظيم بدون نهاية وإلا فقد معناه، وكذلك الحياة تفقد معناها إذا لم تكن لها نهاية.
الرومانسية العدمية  نظر الأديب العدمي مجرد هروب مؤقت، لا يلبث أن يصدم الإنسان بقسوة الواقع وبالعدم الذي ينتظره، وقد يكون في هذا الاصطدام انهياره أو انحرافه يهدف الالتزام الأدبي للعدمية إلى النضوج الفكري للإنسان ورفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم.تهدف العدمية إلى إلغاء الفواصل المصطنعة بين العلم والفن؛ لأن المعرفة الإنسانية لا تتجزأ في مواجهة قدر الإنسان، وإذا اختلف طريق العلم عن طريق الفن فإن الهدف يبقى واحداً وهو : المزيد من المعرفة عن الإنسان وعلاقته بالعالم.إن اتهام العدمية بالسلبية وإشاعة روح اليأس، يرجع إلى الخوف من لفظ العدم ذاته وهذه نظرة قاصرة، لأن تجاهل العدم لا يلغي وجوده من حياتنا.العدمية ليست مجرد إبراز الموت والبشاعة والعنف والقبح، ولكن الأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال ذلك إلى معنى الحياة، وبذلك يوضح بأن العدم هو الوجه الآخر للوجود، ولا يمكن الفصل بينهما، لأن معنى كل منهما يكمن في الآخر.العدمية بدأت منذ بدء الوجود، لا من مسرحيات الاغريق..كيف يفسر الفكر العدمي وجود الكون ؟

الكون ما هو الا محاولة من العدم لأن يعي ذاته.. فاستخدم النقيض.. فنقيض العدم هو الوجود وأفضل الطرق لمعرفة الشيء هي معرفة نقيضه... فكان العدم اراد ادرك ذاته باداركه لنقيضه.. وما وعينا الا جزء من الوعي الكلي الشامل الذي يصب في النهاية في العدم محاولا اداركه لذاته..

هل العدم موجود ؟

ماديا لا وجود للعدم ولكن له تاثير واضح وملموس..... الموت والفناء وتحول صور المادة "الذي لا اثق به" هو عين العدم......

فمثلا إذا اخذنا تحول الهيدروجين الي هيليوم كمثال.. فتحول الهيدروجين يعني عدم للصورة الأولي التي هي (الهيدروجين) وانبثاق لصورة اخري جديدة من العدم.. والتي هي (الهيليوم)..

و كيف يعرف العدم انه عدم ! أو انه موجود دون أن يعي ذاته ! وكيف يعي ذاته إلا من خلال نقيضه وهو الوجود !

الأشياء تعرف باضدادها !

هل للروح وجود في النظرة العدمية ؟

لناخذ أرسطو كمثال فهو قيمة خالدة... افكاره وكلماته هي ذاته...

فنحن لم نعرف أرسطو بجسده المادي... عرفنا افكاره وكلماته...

الوعي هو ما يقال عنه الروح.... وهو المسئول عن الإدراك...

و هذا الوعي أو الروح... يتجسد في الأفكار والكلمات... والتخاطر وتوارد الأفكار....

هذه الروح أو هذا الوعي لا يموت ويخلد وينتقل ويستمر ويتطور ويزيد وعيا وادراكا.... من جسد الي جسد...

هذا الوعي يطلب... لا ياتي وحده... وربما ياتي وحده لرغبة منه في الظهور... ولكن ان طلبته وجدته !

فربما اكون انا وعي أرسطو في ثوبه الجديد... وربما تكوني أنت المتنبي في ثوب امراة !

العدمية ليست هي الايمان بلا شيء..

العدمية هي التشكك مصحوب بزيادة الوعي.. وهي بالاحري ادراك عدم وجود..

1-(غاية)

2-(خير أو شر.. فقط أسباب ومؤثرات)

3-(مباديء مقدسة أو محرمات)

و العدمية تجزم ان..

(الأخلاق والقيم مصطنعة، ذاتية، مطاطة، قابلة للاستبدال وزائلة) (البديهيات لا تحتاج ايمان لانها مستقلة، موضوعية ووجودها ذاتي ومستمر)

و العدمية تعتمد علي (المنطق) كمنهج للتفكير..

علاقة العدمية بالالحاد:

العدمية الخالصة هي قمة الإلحاد... والالحاد دون العدمية عبثية... وتغييب أكثر من تغييب الأديان....

ما الذي يبقي العدمي علي قيد الحياة ؟

في الغالب هو الفضول..

ليست هناك تعليقات: